كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

من ذنب مغفور، وعثرة مقالة، وزلة معفؤ عنها، وحاجة مقضية، وكربة
مفروجة، وبلية مدفوعة، ونعمة متجددة، وسعادة مكتسبة، وشقاوة ممحوة!
كيف، وهو ا لجبل المخصوص بذلك ا لجمع الاعظم والوفد الاكرم
الذين جاووا من كل فح عميق، وقوفا لربهم، مستكينين لعظمته،
خاضعين (1) لعزته، شعثا غبرا، حاسرين عن رؤوسهم، يستقيلونه عثرا تهم،
ويسألونه حاجاتهم، فيدنو منهم، ثم يباهي بهم الملائكة؟! فلله ذاك ا لجبل
وما ينزل عليه من الرحمة والتجاوز عن الذنوب العظام!
ومنها: جبل حراء الذي كان رسول الله لمجم يخلو فيه بربه (2)، حتى أكرمه
الله برسالته (3) وهو في غاره، فهو الجبل الذي فاض منه النور على أقطار
العالم، فانه ليفخر على ا لجبال، وحق له ذلك.
فسبحان من ختمق برحمته وتكريمه من شاء من الجبال والرجال،
فجعل منها جبالا هي مغناطيس القلوب كأنها مركبة منها، فهي تهوي إليها
كلما ذكرتها وتهفو نحوها، كما ختف! من الرجال من ختصه بكرامته، و تم
عليه نعمته، ووضع عليه محبة منه؛ فأحبه وحببه لى ملائكته وعباده
المؤمنين ووضع له القبول بينهم.
وإذا تأملت البقاع وجدتها تشقى كما تشقى الرجال وتسعد (4)
(1) (ت): " بر سا لا ته ".
(2) كما اخرجه البخاري (3)، ومسلم (0 6 1) من حديث عائشة.
(3) (ق): " خاضعين لعزته ".
(4) البيت لابي تمام في ديوانه بشرح لتبريزي (3/ 195)، و" وفيات الاعيان " (1/ 43 4).
و في " الوفيات ": " تشقى الرجال وتنعم ". ورواية الديوان:
7 2 6

الصفحة 627