كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
فدع عنك ا لجبل الفلاني، وجبل بني فلان، وجبل كذا (1).
خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به في طلعة الشمس ما يغييك عن زحل (2)
هذا؛ وانها لتعلم أن لها موعدا ويوما تنسف فيها نسفا وتصير كالعهن (3)
من هوله وعظمه، فهي مشفقة من هول ذلك الموعد منتظرة له.
وكانت أم الدرداء رضي الله عنها إذ ساقرت فصعدت على جبل تقول
لمن معها: أسمع ا لجبال ما وعدها ربها فيقول: ما سمعها؟ فتقول:
< و! ئلونك عن الحبال ففل ينسفها رب نسفا! فيذرها قاعا صفصفا! لا دبي
فيها عوجا ولا اسا > [طه: 5 0 1 - 7 0 1] (4).
فهذا حال ا لجبال وهي الحجارة الصلبة، وهذه رقتها وخشيتها
وتدكدكها من جلال ربها وعظمته، وقد أخبر عنها فاطرها وباريها أنه لو أنزل
عليها كلامه لخشعت ولتصدعت من خشيته.
فيا عجبا من مضغة لحم أقسى من هذه ا لجبال! تسمع (5) آيات الله تتلى
عليها، ويذكر الرب تبارك وتعا لى، فلا تلين ولا تخشع ولا تنيب (6) فليس
* تثري كما تثري الرجال وتنعم!
وبالرواية التي اورد المصنف في ديوان ابن نباتة وكثير من المصادر دون نسبة.
(1) اي: من الجبال التي لم تثبت لها فضيلة خاصة، ويتوفم الجهلة فيها ذلك.
(2) تقدم تخريج البيت (ص: 18 4).
(3) وهو الصوف. " اللسان " (عهن).
(4) اخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق " (22/ 2 34).
(5) (ق، ت، ح): "يسمع ".
(6) (د، ق، ت، ح): " در ولا يخشع ولا ينيب ".
628