كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

بمستنكر لله عز وجل ولا يخالف حكمته أن يخلق لها نارا تذيبها إذ لم تلن
لكلامه (1) وذكره وزواجره ومواعظه.
فمن لم يلن لله في هذه الدار قلبه، ولم ينب إليه، ولم يذبه بحبه و لبكاء
من خشيته، فليتمتع قليلا، فان امامه الملين الاعظم، وسيرد إلى عالم الغيب
والشهادة فيرى ويعلم.
فصل
ولما آقتضت حكمته تبارك وتعا لى أن جعل من الارض السهل
والوعر (2)، وا لجبال والرمال؛ لينتفع بكل ذلك (3) في وجهه، ويحصل منه
ما حلق له، وهيئت الارض بهذه الاية (4) = لزم من ذلك ان صارت كالام
التي تحمل في بطنها أنواع الاولاد من كل صنف، ثم تخرج إلى الناس
والحيوان من ذلك ما أذن لها فيه ربها أن تخرجه، إما بعلمهم (5)، وإما
بدونه، ثم يرد إليها ما خرج منها.
وجعلها سبحانه كفاتا للأحياء ما داموا على ظهرها، فإذا ماتوا
آستودعتهم (6) في بطنها فكانت كفاتا لهم؛ تضمهم على ظهرها حياء وفي
بطنها أمواتا، فاذا كان يوم الوقت المعلوم وقد أثقلها لحمل وحان وقت
(1) (د، ق، ت، ح): " على كلامه ".
(2) (ق، ت، د): "السهول والوعور".
(3) (ن): "بكل شيء".
(4) كذا في الاصول. ولعلها: الهياة. وفي (ط): " المثابة ".
(5) (ت): "بعلمه ". (ح، ن): "بعملهم ".
(6) (ق، د): " استودعهم".
629

الصفحة 629