كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

و لمقصود أن حكمة الله تعالى اقتضت عزة هذين الجوهرين وقلتهما
بالنسبة إلى ا لحديد والنحاس والرصاص؛ لصلاح أمر الناس (1).
واعتبر ذلك بأنه إذا ظهر الشيء الظريف المستحسن مما يحدثه الناس
من الامتعة، كان نفيسا عزيزا ما دام فيه قلة وهو مرغوب فيه، فإذا فشا وكثر
في أيدي الناس وقدر عليه الخاص والعام سقط عندهم وقلت رغبا تهم فيه،
ومن هذا قول القائل: "نفاسة الشيء من عزته " (2)، ولهذا كان أزهد الناس في
العالم أهله وجيرانه و رغبهم فيه البعداء عنه.
فصل (3)
وتأمل ا لحكمة البديعة في تيسيره سبحانه على عباده ما هم أحوج إليه
وتوسيعه وبذله، فكلما كانوا أحوج إليه كان أكثر وأوسع، وكلما ستغنوا عنه
كان أقل، واذا توسطت ا لحاجة توسط وجوده، فلم يكن بالعام ولا بالنادر،
على مراتب ا لحاجات وتفاوتها.
فاعتبر هذا بالاصول الاربعة: التراب والماء وا لهواء و لنار، وتأمل سعة
ما حلق الله منها وكثرته وعمومه.
فتأمل سعة ا لهواء وعمومه ووجوده بكل مكان؛ لان ا لحيوان المخلوق
نجم الدين الربعي برسالة. انظر: "اعيان العصر" (3/ 1 0 1)، و" الغيث الذي انسجم"
(1/ 9). وانظر: " مجموع الفتاوى " (28/ 72، 29/ 368 - 1 39).
(1) (ح، ن): " أمر ا لمسلمين ".
(2) انظر: " المثل السائرلا (1/ 1 0 1).
(3) "الدلائل والاعتبار" (5 1)، 9 توحيد المفضل " (0 9، 93).
4 3 6

الصفحة 634