كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

مجا لهم ومرعاهم ومصيفهم ومشتاهم.
ثم فيها - بعد - متسع ومتنفس للناس ومضطرب إذا آحتاجوا إ لى
الانتقال والبدو (1) والاستبدال بالاوطان؛ فكم من بيداء سملق (2) صارت
قصورا (3) وجنانا ومساكن. ولولا سعة الارض وفسحها (4) لكان أهلها
كالمحصورين والمحبوسين في أماكنهم، لا يجدون عنها انتقالا إذا
فدجهم (5) ما يزعجهم عنها ويضطرهم إلى النقلة منها.
وكذلك الماء، لولا كثرته وتدفقه في الاودية والانهار لضاق عن حاجة
الناس إليه، ولغلب القوي فيه الضعيف واستبد به دونه، فيحصل الضرر
وتعظم البلية، مع شدة حاجة جميع الحيوان إليه من الطير والوحوش
والسباع، فاقتضت الحكمة أن كان بهذه الكثرة والسعة في كل وقت.
وأما [لنار، فقد تقدم أن الحكمة قتضت كمونها (6)؛ متى شاء العبد
أوراها عند ا لحاجة، فهي وان لم تكن مبثوثة (7) في كل مكان فإنها عتيدة (8)
حاصلة متى احتيج إليها، واسعة لكل ما يحتاج إليه منها، غير أنها مودعة في
أجسام جعلت معادن لها؛ للحكمة التي تقدمت.
(1) (ت): "و [لمدول ".
(2) وهي: القفر الذي لا نبات فيه. او القاع المستوى الاملس. " اللسان " (سملق).
(3) (ض): "فكم بيداء وكم فدفد حالت قصورا".
(4) (ر، ض): "وفسحتها".
(5) (ق، ت، ح، ن): " قدحهم ".
(6) (ح): "كونها".
(7) (ن): "مشبوبة) ".
(8) أي: حاضرة معدة. " اللسان " (عتد).
636

الصفحة 636