كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
فصل (1)
ثم تامل الحكمة البالغة في نزول المطر على الارض من علو ليعم
بسقيه وهادها وبتلالها، وظرابها وآكامها، ومنخفضها ومرتفعها، ولو كان
ربها تعالى إنما يسقيها (2) من ناحية من نواحيها لما أتى الماء على الناحية
المرتفعة إلا إذا اجتمع في السفلى وكثر، وفي ذلك ضرر وفساد.
فاقتضت حكمته أن سقاها من فوقها؛ فينشىء سبحانه السحاب - وهي
روايا الارض -، ثم يرسل الرياج فتحمل الماء من البحر وتلقحها به كما
يلقح الفحل الانثى. ولهذا تجد البلاد القريبة من البحر كثيرة الامطار، وإذا
بعدت من البحر قل مطرها (3).
وفي هذا المعنى قول الشاعر (4) يصف السحاب:
شربن بماء البحر ثئم ترفعت متى لجج خضر لهن نئيح (5)
(1) "الدلائل والاعتبارلما (17)، "توحيد المفضل " (95 - 96).
(2) (ر، ض): "ياتيهالما.
(3) نقل ناسخ (ح) في الطرة بعض كلام شيخ الاسلام ابن تيمية في تكون المطر.
و نظر: "منهاج السنة، (5/ 439 - 4 4 4)، و" مجموع الفتاوى " (6 1/ 6 1،
4 2/ 262)، و"شروح سقط الزندلما (1/ 355)، و" إضاءة لراموس" (1/ 195).
(4) وهو ابو ذويب الهذ لي. من كلمة في "ديوان الهذليين" (1/ 0 5). وتخريج الميت في
"شرح اشعار الهذليين " (3/ 1387).
(5) "متى لجج" يعنى: من لجج. و" لهن نئيج" اي: مر سريع بصوت. أنظر: "خز نة
الادب " (7/ 97).
637