كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وفي "الموطا" (1) مرفوعا، وهو احد الاحاديث الاربعة المقطوعة (2):
"إذا نشات سحابة بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة " (3).
والله سبحانه ينشىء الماء في السحاب إنشاء، تارة يقلب الهواء ماء (4)
وتارة يحمله الهواء من البحر فيلقح به السحاب ثم ينزل منه على الارض
للحكمة التي ذكرناها، ولو أنه ساقه من البحر إلى الارض جاريّا على ظهرها
لم يحصل عموم السقي إلا بتخريب كثير من الارض، ولم يحصل عموم
السقي لاجزائها.
فصاعده (5) سبحانه إلى ا لجو بلطفه وقدرته، ثم انزله على الارض
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
(17 5) بلاغا. وأخرجه موصولا الطبرا ني في " الاوسط " (7757)، وابن أ بي الدنيا
في " المطر" (42)، و بو الشيخ في " العظمة " (722)، عن عائشة مرفوعا بإسناد
ضعيف جدا.
و خرجه الشافعي في "الام " (2/ 561) من وجه اخر مرسلا، وإسناده شديد
الضعف.
وانظر: "التمهيد" (4 2/ 377)، و" فتح الباري " لابن رجب (9/ 66 2).
ذكر ابن عبد البر في " تجريد التمهيد" (242، 249، 253) أن في " الموطأ" من
بلاغات مالك ومرسلاته و 1 حدا وستين حديثا، وجدها كلها متصلة، حاشا أربعة
أحاديث لم يستطع وصلها، وهذا الحديث أحدها. وقد صنف ابن الصلاح رسالة في
وصل هذه الاحاديث، مطبوعة بذيل " توجيه النظر" للجزائري، وكلامه عن هذا
ا لحديث فيها (2/ 928).
"نشأت ": آبتدأت وارتفعت. " بحرية دا: من ناحية البحر. "تشاءمت ": أخذت نحو
لشام. "فتلك عين غديقة ": سحابة يكون ماوها غزيرا.
(ق): " بقلب الهواء ماء".
(ح، ن): "فباعده ".
638

الصفحة 638