كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
لتنزع منها (1) الغذاء وتمتصه من أسفل الثرى، فتؤديه إلى أغصانها، فتؤديه
الاغصان إلى الورق والثمر، كل له شرب معلوم لا يتعداه، يصل إليه في
مجار وطرق قد أحكمت غاية الاحكام، فتاخذ الغذاء من اسفل وتلقمه
بعروقها كما يلتقم الحيوان غذاءه بفمه، ثم تقسمه على حملها بحسب ما
يحتمله (2)، فتعطي كل جزء منه بحمسب ما يحتاج إليه لا تظلمه ولا تزيد5
على قدر حاجته.
فسل الجاحد (3): من أعطاها هذا؟ ومن هداها إليه ووضعه فيها؟
فلو اجتمع الاولون والاخرون هل كانت قدرتهم واراد تهم تصل إ لى
تربية (4) ثمرة واحدة منها هكذا بإشارة أو صناعة أو حيلة أو مزاولة؟
وهل ذلك إلا صنع من شهدت له مصنوعاته، ودلت عليه اياته، كما قيل:
فوا عجبا كيف يعمى الاهـ ء ام كيف يجحده الجاحد
ولله قي كل تحرييهة وتسكينة ابدا شاهد
وفي كل شيء له اية تدل على انه و حد (5)
(1) (ت، د، ق): "ليسرع بها". (ح، ن): "ليسوغ بها". والمثبت من (ر، ض).
(2) (ت، ن): "يحمله ".
(3) (ن): " فاسأل المعطل،.
(4) (ت): " ترتيب".
(5) الابيات لابي العتاهية في ديوانه (4 0 1)، و"الاغا ني " (4/ 37)، و" التمثيل
والمحاضرة " (1 1)، و" بهجة المجالس " (2/ 331)، وغيرها كثير.
ونسبت إلى لبيد، و محمود الوراق، وا بي نواس، وابن ا لمبارك، في مصادر اخرى،
ولا يصح من ذلك شيء.
642