كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وتارة يخبر عنها بالتسبيح الخاص بوقت دون وقت، كالعشي
والإشراق، أفترى دلالتها على صانعها إنما تكون في هذين الوقتين؟!
وبا لجملة؛ فبطلان هذا القول أظهر لذوي البصائر من أن يطلبوا دليلا
على بطلانه، و لحمد لله.
فصل (1)
ثم تامل حكمته سبحانه في إيداع (2) العجم والنوى في جوف الثمرة،
وما في ذلك من ا لحكم والفوائد التي منها: أنه كالعظم لبدن ا لحيوان، فهو
يمسك بصلابته رخاوة الثمرة ورقتها ولطافتها، ولولا ذلك لشدخت (3)
وتفسخت، ولا سرع إليها الفساد، فهو بمنزلة العظم، والثمرة بمنزلة اللحم
الذي يكسوه الله عز وجل العظام.
ومنها: ان في ذلك بقاء المادة وحفظها؛ إذ ربما تعطلت الشجرة أو
نوعها، فخلق فيها (4) ما يقوم مقامها عند تعطلها، وهو النوى الذي يغرس
فيعود مثلها.
ومنها: ما في تلك الحبوب من قوات الحيوانات، وما فيها من المنافع
والادهان والادوية والاصباغ وضروب أخر من المصالح التي يتعلمها
الناس (5)، وما خفي عليهم منها أكثر.
(1) " الدلائل والاعتبار" (1 2)، " توحيد المفضل " (2 0 1 - 03 1).
(2) (ح، ق، د): " إبداع " با لموحدة. والعجم هو النوى.
(3) (ر، ض): " لتشدخت ".
(4) (ح): "فخلف فيها".
(5) (ق): "يعلمها الناس ".
647

الصفحة 647