كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فتأمل الحكمة في إخراجه - سبحانه - هذه الحبوب لمنا فيها،
وكسوتها لحما لذيذا شهيا يتفكه به ابن ادم.
ثم تأمل هذه الحكمة البديعة في أن جعل للثمرة الرقيقة اللطيفة التي
يفسدها ا لهواء و لشمس غلافا يحفظها، وغشاء يواريها؛ كالرمان والجوز
واللوز ونحوه. وأما ما لا يفسد إذا كان بارزا فجعل له في أول خروجه غشاء
يواربه؛ لضعفه ولقلة صبره على الحر، فاذا شتد وقوي تفتق عنه ذلك الغشاء
وضحا للشمس (1) والهواء؛ كطلع النخل وغيره.
فصل (2)
ثم تأمل خلق الرمان وماذا فيه من ا لحكم والعجائب؛ فانك ترى داخل
الرمانة كأمثال التلال (3) شحما متراكما في نواحيها، وترى ذلك الحب فيها
مرصوفا رصفا ومنضودا نضدا لا يمكن الايدي ان تنضده، وترى الحب
مقسوما قساما وفرقا، وكل قسم وفرقة منه ملفوفا (4) بلفائف وحجب منسوجة
أعجب نسج وألطفه واد قه (5) على غير منوالت إلا منوال < در فيكوت >، ثم
ترى الوعاء المحكم الصلب قد أشتمل على ذلك كله وضمه أحسن ضئم.
(1) اي: برز لها، وأصابه حرها.
(2) "الدلائل والاعتبار" (2 2)، " توحيد المفضل " (03 1 - 4 0 1).
(3) في لاصول: "القلال "، تحريف. والمثبت من (ر، ض). وانما ذكرت القلال في
الحديث في مثل ثمار الجنة لعظمها، وليست كذلك ثمار الدنيا. ثم إن المقصود
ههعا تمثيل تراكمها لا عظمها.
(4) (ح): "ملفوفة ". (ن): " ملفوف ".
(5) "وأدقه " ليست في (ح).
648

الصفحة 648