كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
فصل (1)
ثم تأمل الحكمة في الحبوب (2)، كالبر و لشعير ونحوهما؛ كيف
يخرج الحب مدرجا في قشور على رؤوسها أمثال الاسنة، فلا يتمكن جند
الطير من إفسادها والعبث فيها؟ فإنه لو صادف الحب بارزا لا صوان عليه (3)
ولا وقاية تحول دونه لتمكن منه كل التمكن، فأفسد وعاث وعثا و كمث عليه
أكلا ما استطاع، وعجز أرباب الزرع عن رده.
فجعل اللطيف الخبير عليه هذه الوقايات لتصونه، فينال الطير منه مقدار
قوته، ويبقى اكثره للانسان؛ فانه أولى به؛ لانه هو الذي كدح فيه وشقي
به (4)، وكان الذي يحتاج إليه أضعاف حاجة الطير.
فصل (5)
ثم تأمل الحكمة الباهرة في هذه الاشجار؛ كيف تراها في كل عام لها
حمل ووضع، فهي دائما في حمل وولادة.
فإذا اذ ن لها ربها في الحمل احتبست (6) الحرارة [لطبيعية في داخلها
واختبأت فيها؛ ليكون فيها حملها في الوقت المقدر لها، فيكون ذلك الوقت
(1) " الدلائل والاعتبار" (0 2)، " توحيد المفضل " (0 0 1).
(2) (ن): " أكثر ا لحبوب ".
(3) الصوان (بالضم والكسر): الوعاء الذي يصان فيه الشيء. " اللسان ".
(4) (ح): "كدح فيه وسعى ". وفي طرة (ن) إشارة إلى ان ذلك في نسخة.
(5) " الدلائل و 1 لاعتبار" (2 2)، " توحيد المفضل " (03 1).
(6) (د): "اجتننت ". (ت): "اجتمت ". (ق): " اجتنبت ". والمثبت من (ح، ن)، وهو الصواب.
وفي (ر): "فتحتبس ا لحرارة ".
651