كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فجدير بمن له مسكة من عقل أن يسافر بفكره في هذه النعم والالاء،
ويكرر ذكرها، لعله يوقفه على المراد منها ما هو؟ ولاي شيء حلق؟ ولماذا
هيىء؟ وأي أمر طلب منه على هذه النعم (1)، كما قال تعالى: <فاذ! رو
ءا لاء لله لعلك تفلون) 1 الاعراف: 69].
فذكر الائه تبارك وتعا لى وبنعمه على عبده سبب الفلاح والسعادة " لان
ذلك لا يزيده إلا محبة لله وحمدا وشكرا وطاعة وشهود تقصيره - بل
تفريطه - في القليل مما يجب لله عليه.
ولله در القائل:
قد هيؤوك لامر لو فطنت له فاربا بنفسك ان ترعى مع الهمل (2)
فصل (3)
ثم تأمل الحكمة في شجر اليقطين والبطيخ والخربز (4)، كيف لما
قتضت الحكمة أن يكون حمله ثمارا كبارا جعل نباته منبسطا على الارض؛
إذ لو نتصب قائما كما ينتصب الزرع لضعفت قوته عن حمل هذه الثمار
الثقيلة، ولنفضت (5) قبل إدراكها وانتهائها إلى غايا تها.
(1) (ت): " في هذه الععم ".
(2) مضى تخريج البيت (ص: 0 38).
(3) "الدلائل والاعتبار" (23)، " توحيد المفضل " (4 0 1).
(4) (ق، د، ت): " وا لجزر". تحريف. والمثبت من (ن، ر). وفي (ض): " الدباء والقثاء
والبطيخ ".
(5) سقطت. والنفض: ما تساقط من الثمر. وفي (ت): " ولنقضت ". (ح): " ولانقضت ".
(ق، ن): " ولنقصت". وأهملت في (د). (ر، ض): "ولتقصفت ".
653

الصفحة 653