كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

ذلك الموقع، ولا ستطابته واستلذته ذلك الالتذاذ.
ولهذا تجد المتأخر منها عن وقته فائتا مملولا محلول (1) الطعم، ولا
تطن (2) أن هذا لجريان العادة المجردة بذلك؛ فان العادة إنما جرت به لانه
وفق الحكمة والمصلحة التي لا يخل بها الحكيم الخبير.
فصل (3)
ثم تأمل هذه النخلة التي هي أحد ايات الله (4) تجد فيها من العجائب
والايات ما يبهرك؛ فانه لما قدر ن يكون فيه إناث تحتاج إلى الفقاج جعلت
فيها ذكور تلقحها بمنزلة ذكور الحيوان وإناثه، ولذلك شتد شبهها من بين
سائر الاشجار بالانسان، خصوصا با لمؤمن، كما مثله النبي ع! م (5)، وذلك
من وجوه كثيرة:
أحدها: ثبات أصلها في الارض واستقراره فيها، وليست بمنزلة الشجرة
التي أجتثت من فوق الارض ما لها من قرار (6).
الثا ني: طيب ثمرتها وحلاوتها وعموم المنفعة بها، كذلك المؤمن
طيب الكلام طيب العمل، فيه المنفعة لنفسه ولغيره.
(1) كذا في الاصول. وفي (ط): "مخلول لا بالمعجمة، لعله من الخل، وسمي بذلك لانه
آختل منه طعم الحلاوة.
(2) مهملة في (د). وفي (ح، ت): "يطن".
(3) "الدلائل والاعتبار" (23)، "توحيد المفضل " (5 0 1 - 6 0 1).
(4) كذا في الاصول، من باب الحمل على المعنى، وهو كثير في كتب المصنف.
(5) اخرجه البخاري (1 6)، ومسلم (1 281) من حديث ابن عمر.
(6) انظر: "إعلام ا لموقعين " (1/ 173).
655

الصفحة 655