كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فقلت للأول: ما ذكرته من كون نوى التمر ثمنا للعنب فليس بدليل؟ فإن
هذا له أسباب:
أحدها: حاجتبكم إلى النوى للعلف، فيرغب صاحب العنب فيه لعلف
ناضحه وحمولته.
الثاني: ان نوى العنب لا فائدة فيه ولا يجتمع.
الثالث: أن الاعناب عندكم قليلة جدا، والتمر فأكثر شيء عندكم، فيكثر
نواه، فيشترى به الشيء اليسير من العتب، و ما في بلاد فيها سلطان العنب فلا
يشترى بالنوى منه شيءولا قيمة لنوى التمر فيها.
وقلت لمن احتج بالحديث: هذا الحديث من حجج فضل العنب (1)؛
لانهم كانوا يسمونه شجرة الكرم؛ لكثرة منافعه وخيره، فانه يؤكل رطبا
ويابسا وخلوا وحامضا، وتجنى (2) منه أنواع الأشربة وا لحلوى والدبس
وغير ذلك، فسموه كرما لكثرة خيره؟ فأخبرهم النبي! ك! ي! أن قلب المؤمن
أحق منه بهذه التسمية؛ لكثرة ما ودع الله فيه من الخير و 1 لبر والزحمة واللين
والعدل والاحسان والنصح وسائر أنواع البر وا لخير التي وضعها الله (3) في
قلب المؤمن، فهو أحق بأن يسمى كرما من شجر العنب (4).
ولم يرد النبي مج! إبطال ما في شجر العنب من المنافح والفوائد، وأن
(1) (ن): " من حجج من فصل العنب ".
(2) مهملة في (د). وفي (ن): "وتجيء". وهي قراءة محتملة.
(3) (ت، ح): " وصفها الله ".
(4) من هنا إلى اخر الفصل ساقط من (ح، ن)، وفي (ن): " بياض في الاصل ".
658

الصفحة 658