كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
بعباده من الوالدة بولدها، وأن ذلك الكسر هو نفس رحمته به وبره ولطفه،
وهو أعلم بمصلحة عبده منه، ولكن العبد لضعف بصيرته ومعرفته باسماء
ربه وصفاته لا يكاد يشعر بذلك، ولا ينال رضا المحبوب وقربه والابتهاج
والفرح بالدنو منه والزلفى لديه الا على جسر من الذل و لمسكنة، وعلى هذا
قام أمر المحبة، فلا سبيل إلى الوصول إلى المحبوب إلا بذلك، كما
قيل (1):
تذلل لمن تهوى لتحظى بقربه فكم عزة قد نالها العبد بالذل
إذا كان من تهوى عزيزا ولم تكن ذليلا له فاقر السلام على الوصل
وقال آخر:
اخضع وذل لمن تحمث فليس في شرع الهوى انف يشال ويعقد (2)
وقال آخر:
وما فرحت بالوصل نفس! عزيزة وما العز إلا ذلها و نكسارها (3)
قالوا: واذا علم أن إبليس أهبط من دار العز عقب امتتاعه وإبائه من
(1) البيتان للحسن بن محمد بن لصباح الزعفراني، من شيوخ البخاري، وله ديوان شعر
(ت: 260) في " معجم اصحاب الصدفي " (84). و لاول لعلية بنت المهدي في
اشعار اولاد ا لخلفاء من "الاوراق " للصو لي (75)، ودون نسبة في "المذاكرة في
القاب الشعراء" (68 1)، و" الواضح المبين " (5 0 1).
(2) قاله أبو تراب هبة الله بن السر يجي، على البد يهة، في "بدائح البدائه " (9).
(3) يشبه نقم المصنف، ولم يذكره في الفصل الذي عقده لهذا المعنى في "روضة
المحبين) " (328). و نطر: " طريق الهجرتين) " (9 0 1).
66