كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
وقد طابق بعض الناس هذه المنافع وصفات المسلم، وجعل لكل
منفعة منها صفة في المسلم تقابلها، فلما جاء إلى الشوك الذي في النخلة
جعل بإزائه من المسلم صفة الحدة (1) على أعداء الله و هل الفجور؛ فيكون
عليهم في الشدة والغلظة بمنزلة الشوك، وللمؤمنين والمتقين بمنزلة الرطب
حلاوة ولينا، (أشدآء على الكفاررحمآء بينهتم) [الفتج: 9 2].
الثامن: أنها كلما طال عمرها زداد خيرها وجاد ثمرها؟ وكذلك المؤمن
إذا طال عمره ازداد خيره وحسن عمله.
التاسع: أن قلبها من أطيب القلوب وأحلاه، وهذا أمر خصت به دون
سائر الشجر؛ وكذلك قلب المومن من أطيب القلوب.
العاشر: أنها لا يتعطل نفعها بالكلية أبدا، بل إن تعطلت منها منفعة ففيها
منافع أخر، حتى لو تعطلت ثمارها سنة لكان للناس في سعفها وخوصها
وليفها وكربها منافع واراب؛ وهكذا المؤمن لا يخلو عن شيءٍ من خصال
الخير قط، بل ن أجدب منه جانمب من الخير أخصب منه جانب، فلا يزال
خيره مامولا وشره ماموئا.
و في " الترمذي " (2) مرفوعا إلى النبي محك! ي!: " خيركم من يرجى خيره
ويؤمن شره، وشركم من لا يرجى خيره ولا يؤمن شره ".
فهذا فصل معترض ذكرناه استطرادا للحكمة في حلق النخلة وهيئتها،
فلنرجع إليه.
(1) "صفة! ليست في (ت).
(2) (2263)، وأحمد (2/ 368)، وغيرهما من حديث ابي هريرة.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن صحيح ". وصححه ابن حبان (527).
1 6 6