كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

من بلد إلى بلد، بحيث لو نقلت في البر لعظمت المؤنة في نقلها وتعذر
على الناس كثير من مصالحهم.
فصل (1)
ثم تامل احوال هذه العقاقير والادوية التي يخرجها الله من الارض، وما
خص به كل واحد منها وجعل عليه من العمل والنفع:
فهذا يغور في المفاصل فيستخرج الفضول الغليظة القاتلة لو حتبست،
وهذا يستخرج المرة السوداء، وهذا يستخرج الصفراء، وهذا يحلل
الاورام، وهذا يسكن ا لهيجان والقلق، وهذا يجلب النوم ويعيده إذا اعوزه
الانسان، وهذا يخفف البدن إذا وجد الثقل، وهذا يفرح القلب إذا
تراكمت (2) عليه الغموم، وهذا يجلو البلغم ويكشطه، وهذا يحد البصر،
وهذا يطيب النكهة، وهذا يسكن هيجان الباه، وهذا يهيجها، وهذا يبرد
ا لحرارة ويطفئها، وهذا يقتل البرودة ويهيج الحرارة، وهذا يدفع ضرر غيره
من الادوية والاغذية، وهذا يقاوم بكيفيته كيفية غيره، فيعتدلان، فيعتدل
المزاج بتناولهما، وهذا يسكن العطش، وهذا يصرف الرياح الغليظة
ويفشها (3)، وهذا يعطي اللون إ شراقا ونضارة، وهذا يزيد في اجزاء البدن
بالسمانة، وهذا ينقص منها، وهذا يدبغ (4) المعدة، وهذا يجلوها ويغسلها،
(1) " الدلائل والاعتبار" (4 2)، "توحيد المفضل) " (6 0 1 - 7 0 1).
(2) (ن، ح): " تراكب ".
(3) فش القربة يفشها: حل وكاءها فخرج ريحها. " اللسان " (فشش). وفي (ن):
" ويفتتها". (ق، د، ت): " ويهيها". وانظر: "زاد ا لمعاد" (4/ 5 39).
(4) أي: يقو يها، وينشف الرطوبة، ويحبس البطن. وفي (ت، ن): " يدفع ". وانظر: "زاد =
663

الصفحة 663