كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
إلى ضعاف أضعاف ذلك مما لا يحصيه العباد.
فسل المعطل: من جعل هذه المنافع والقوى في هذه النباتات
وا لحشائش وا لحبوب والعروق؟! ومن أعطى كلا منها خاصيته؟! ومن
هدى العباد - بل الحيوان - إلى تناول ما ينفع منه (1) وترك ما يضر؟! ومن
فطن لها النالس (2) والحيوان البهيم؟! وبأي عقل وتجربة كان يوقف على
ذلك ويعرف ما خلق له -كما زعم من قل نصيبه من التوفيق - لولا إنعام
الذي عطى كل شيء حلقه ثم هدى؟!
وهب أن الانسان فطن لهذه الاشياء بذهنه وتجاربه وفكره وقياسه، فمن
الذي فطن لها البهائم (3)، في أشياء كثيرة منها لا يهتدي إليها الانسان؟!
حتى صار بعض السباع يتداوى من جراحه ببعض تلك العقاقير من
النبات فيبرأ (4)، فمن الذي جعله يقصد ذلك النبات دون غيره؟!
وقد شوهد بعض الطير يحتقن عند الحصر بماء البحر، فيسهل عليه
الخارج (5)، وبعض الطير يتناول إذا اعتل شيئا من النبات فتعود صحته (6).
وقد ذكر الاطباء في مبادىء الطب في كتبهم من هذا عجائب (7).
المعاد" (4/ 285، 288، 6 0 3، 0 0 4).
(1) (ت): "ينتفع منه ".
(2) (د، ق، ت): "ومن فطن لها من الناس ".
(3) (ت): " لهذه البهائم) 5
(4) انظر: "شفاء العليل " (4 5 2).
(5) انظر: "شفاء العليل " (1 25).
(6) انظر: "ا لحيوان) " (7/ 32).
(7) انظر: "زاد المعاد" (4/ 1 1).
664