كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
ويصرفها (1) حيث شاء، ولو اعطيت العقول على كبر خلقها لامتنعت من
طاعته واستعصت عليه ولم تكن مسخرة له، فاعطيت من التمييز و لادراك ما
تتم به مصلحتها ومصلحة من ذللت له، وسلبت من الذهن والعقل ما ميز به
عليها الانسان، ولتظهر ايضا فضيلة التمييز والاختصاص.
ثم تامل كيف قادها وذللها على كبر أخسامها، ولم يكن يطيقها (2) لولا
تسخير الله لها (3)؛ قال الله تعا لى: <وخر لكو فن الفلك والاثغممائريهبون!
لئستو-أ عك ظهودص ثم تذكرواا نعمة رلبهتم اذ اشقويتم علته وتقولوا سبض الذي
سضر فا هذا وما! نا له-مقرنين > [الزخرف: 12 - 13]، اي: مطيقين ضابطين.
وقال تعالى: <أولم يونا أنا خلقنا لهم! ا عملت أيدينا أنعما فهغ لهما
منكويئ! وذللنها الئم فمحها كوبهم ومئها يأكلون > [يس: 71 - 72]، فترى البعير
على عظم خلقته يقوده الصبي الصغير ذليلا منقادا، ولو ارسل عليه (4) لسواه
بالارض ولفصله عضوا عضوا.
فسل المعطل: من الذي ذلله وسخره وقاده - على قوته - لبشر ضعيف من
أضعف المخلوقات، وفرغ بذلاش التسخير النوع الانساني لمصالح معاشه (5)
خلقهالا. وفي (ط): "سلبها العقول التي للانسان على كبر خلقها".
(1) (د، ق، ت): " وقودها وتصريفها ".
(2) (ق، د): "نكن نطيقهالا.
(3) (د، ت، ق): "لولا تسخيره ".
(4) "عليه" ليست في (ق).
(5) (ت): " لمصا لحه ومعاشه ".
666