كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
لضرره وعدوانه (1) وشره، والمغتذي شبيه بالغاذي (2)، فلو غتذى بها
الانسان لصار فيه من أخلاقها وعدوانها وشرها ما يشابهها به، فحرم على
الامة كلها.
ولم يحرم عليهم الضبع وان كان ذا ناب؛ فإنه ليس من السباع عند حد
من الامم، والتحريم إنما كان لما تضمن الوصفين: أن يكون ذا ناب، وأن
يكون من السباع (3).
ولا يقال: "فهذا ينتقض بالسبع إذا لم يكن له ناب "؛ لان هذا لم يوجد
أبدا.
فصلوات الله وسلامه على من وتي جوامع الكلام، فأوضح الاحكام
وبين الحلال من الحرام.
فانظر حكمة الله عز وجل في خلقه وأمره فيما خلقه وفيما شرعه تجد
مصلمر ذلك كله الحكمة البالغة التي لا يختل نظامها ولا ينخرم (4) ولا يختل
أبدا.
ومن الناس من يكون حظه من مشاهدة حكمة الامر أعظم من مشاهدة
حكمة الخلق، وهؤلاء خواصق العباد الذين عقلوا عن الله أمره ودينه، وعرفوا
(1) (ت): " و عد ا و ته ".
(2) (د، ق، ت): " والمعتدي شبه بالعادي ". وسيرد على الصواب (ص: 9 0 9). وانظر:
"زاد المعاد" (5/ 746)، و"إعلام لموقعين " (2/ 15)، و"ايمان القران " (565)،
و"مد رج السالكين " (1/ 03 4).
(3) انظر: "إعلام الموقعين " (2/ 134).
(4) (ق، ت): "لا يخل نظامها". والفعل مهمل في (د).
669