كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

السجود لادم، ثبت أن وسوسته له ولزوجه كانت في غير المحل الذي أهبط
منه، والله اعلم.
قالوا: و ما قولكم: "إن الجنة إنما جاءت معرفة باللام، وهي تنصرف
إ لى الجنة التي لا يعهد بنو ادم سواها"؛ فلا ريب انها جاءت كذلك، ولكن
العهد وقع في خطاب الله تعا لى ادم لسكناها بقوله: <آشكن أن! وزوجك
الجنه >، فهي كانت معهودة عند ادم، ثم اخبرنا سبحانه عنها معرفا لها بلام
التعريف، فانصرف المعرف بها (1) إلى تلك الجنة المعهودة في الذهن،
وهي التي سكنها ادم ئم اخرج (2)، فمن اين في هذا ما يدل على محلها
وموضعها بنفي او إثبات؟!
واما مجيء جنة الخلد معرفة باللام؛ فلأنها الجنة التي اخبرت بها
الرسل لأ ممهم، ووعدها الرحمن عباده بالغيب، فحيث ذكرت آنصرف
الذهن إليها دون غيرها؛ لانها قد صارت معلومة في القلوب مستقرة فيها،
ولا ينصرف الذهن إلى غيرها، ولا يتوجه الخطاب إلى سواها.
وقد جاءت الجنة في القران معرفة باللام، والمراد بها بستان في بقعة
من الارض؛ كقوله تعا لى: < إتا بلونهمكما بلونا أ! بألحة! أ! وأ لتضرمهامضب! >
[القلم: 17]، فهذا لا ينصرف الذهن فيها لا إلى جنة الخلد ولا إلى جنة ادم
بحال.
قالوا: و ما قولكم: إنه قد آتفق اهل السنة وا لجماعة على ان ا لجنة
(1) (ح): "المعروف بها". (ق): "المعرف لها".
(2) (ن): " اخرج منها".
67

الصفحة 67