كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
عنها إذا استغنت الفراخ؛ رحمة بالامهات؛ لتسعى (1) في مصا لحها، إذ لو
دام لها ذلك لأضر بها وشغلها عن معاشها، لا سيما مع كثرة ما يحتاج إليه
أولادها من الغذاء؛ فوضع فيها الرحمة والإيثار و لحنان رحمة بالفراخ،
وسلبها إياها عند استغنائها رحمة بالامهات؟!
أفيجوز أن يكون هذا كله بلا تدبير مدبر حكيم، ولا عناية ولا لطف منه
سبحانه وتعا لى؟!
لقد قامت أدلة ربوبيته، وبراهين ألوهيته، وشواهد حكمته، وايات
قدرته، فلا يستطيع العقل لها جحودا (2)، إن هي إلا مكابرة اللسان من كل
جحود كفور؛ <أفى الله شك فاطرالممفوات وا لأرض > [إبراهيم: 0 1]، وانما
يكون الشك فيما تخفى أدلته وتشكل براهينه، فأما من له في كل شيء
محسوس أو معقول اية بل ايات مؤدية عنه (3)، شاهدة له بانه الله الذي لا إله
إلا هو رب العالمين؛ فكيف يكون فيه شك؟!
فصل (4)
ثم تأمل الحكمة البالغة في قوائم الحيوان؛ كيف قتضت أن تكون
زوجا لا فردا، إما اثنتين وإما أربعا؛ ليتهيا له المشي والسعي، وتتم بذلك
مصلحته؛ إذ لو كانت فردا (5) لم يصلح لذلك؛ لان الماشي ينقل بعض
(1) (ق، ح، ت، د):"تسعى ".
(2) (ت): " بها جحودا ".
(3) (ح، ن): "ععها لا.
(4) " الدلائل و لاعتبار" (27 - 28)، "توحيد المفضل " (55).
(5) (ح، ن): "لو كان ذلك فردا".
673