كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
ا لحيوان تارة كالوبر و لصوف والشعر، ومن الدود تارة كا لحرير
والإبريسم (1)، ومن المعادن تارة كالذهب والفضة، فجعلت كسوته متنوعة
لتتم لذته وسروره وابتهاجه وزينته بها (2).
وكذلك (3) كانت كسوة هل الجنة منفصلة عنهم، كما هي في الدنيا،
ليست مخلوقة من أجسامهم كا لحيوان، فدل على أن ذلك أكمل وأجل
وابلغ في النعمة.
ومنها: إرادة تمييزه عن الحيوان في ملبسه كما ميز عنه في مظعمه
ومسكنه وبيانه وعقله وفهمه.
ومنها: اختلاف الكسوة واللباس وتباينه بحسب تباين أحواله وصنائعه،
وحربه وسلمه، وظعنه وإقامته، وصحته ومرضه، ونومه ويقظته،
ورفاهيته (4)، فلكل حال من هذه الاحوال لباس وكسوة تخصها لا تليق إلا
بها، فلم يجعل كسوته في هذه الأحوال كلها و حدة لا سبيل إلى الاستبدال
بها؛ فهذا من تكريمه وتفضيله على سائر ا لحيوان.
فصل (5)
ثم تأمل خلة (6) عجيبة جعلت للبهائم و 1 لوحوش والسباع والدواب،
(1) وهو احسن ا لحرير. معربة.
(2) (ن): " بهذا". وسقطت من (ت).
(3) (د، ق، ن): " ولذلك ".
(4) (ت): "ورفاهته ".
(5) "الدلائل والاعتبار" (0 3)، "توحيد المفضل " (62 - 63).
(6) (ح، ن): "حكمة ". (ر، ض): " خلقة "، خطا. ـ
678