كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والنار مخلوقتان، و نه لم ينازع في ذلك إلا بعض أهل البدع والصلال،
واستدلالكم على وجود الجنة الان = فحق لا ننازعكم فيه، وعندنا من الادلة
على وجودها ضعاف ما ذكرتم، ولكن أي تلازم بين أن تكون جنة الخلد
مخلوقة وبين أن تكون هي جنة ادم بعينها؟!
فكأنكم تزعمون أن كل من قال: إن جنة ادم هي جنة في الارض، فلا
بد له أن يقول: إن الجنة والنار لم يخلقا بعد. وهذا غلط منكم، منشؤه من
توهمكم أن كل من قال بأن الجنة لم تخلق بعد فإنه يقول: إن جنة ادم هي
في الارض، وكذلك بالعكس، أن كل من قال: إن جنة ادم في الارض
فيقول: إن الجنة لم تخلق بعد (1).
فاما الاول فلا ريب فيه، وأما الثاني فوهم، لا تلازم بينهما، لا في
المذهب ولا قي الدليل بحال؛ فأنتم نصبتم دليلكم مع طائفة نحن وأنتم
متفقون على إنكار قولهم ورده وإبطاله، ولكن لا يلزم من هذا بطلان هذا
القول الثالث. وهذا واضح.
قالوا: وأما قولكم: إن جميع ما نفاه الله سبحانه عن الجنة من اللغو
والكذب وسالر الافات التي وجد بعضها من إبليس عدو الله، فهذا إنما يكون
بعد القيامة إذا دخلها المؤمنون، كما يدذ عليه السياق.
فجوابه من وجهين:
أحدهما. أن ظاهر الخبر يقتضي نفيه مطلقا؛ لقوله تعالى (2): <لا لغو
(1) "بعد"ليست في (ح، ن).
(2) (ق): "كقوله تعا لى ". في الموضعين.
68