كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

نقله، واحتياله في دفع أذيته، منع مما جعل في الوحولثر كالسباع.
فتأمل هذا الذي حار بنو ادم فيه وفيما يفعلون به؛ كيف جعل طبعا في
البهائم، وكيف تعلموه من الطير!
وتامل الحكمة في إرسال الله تعالى لابن ادم الغراب المؤذن سمه
بغربة القاتل من احيه، وغربته هو من رحمة الله تعا لى، وغربته بين أبيه و هل
بيته (1)، واستيحاشه منهم واستيحاشهم منه. وهو من الطيور التي تنفر منها
الانس ومن نعيقها وتستوحثر بها، فارسل الله إليه مثل هذا الطائر حتى صار
كالمعلم له و لاستاذ، وصار بمنزلة المتعلم والمستدل.
ولا تنكر حكمة هذا الباب وارتباط المسميات فيه باسمائها، فقد قال
النبي ع! ي!: " اذا بعثتم ا لي بريدا فابعثوه حسن الاسم حسن الوجه) " (2)، وكان
يسال عن آسم الارض إذا نزلها (3)، واسم الرسول إذا جاء إليه (4)، ولما
(1) (ح، ن): "من ابيه وأهله ".
(2) روي من طرق واهية. و قوى ما في الباب حديث بريدة عند لبزار (4383) من طريق
معاذ بن هشام، عن أبيه، عن قتادة، عن عبد الله بن بريدة، عن ابيه. وظاهر إسناده
الحسن لو صح سماع قتادة من ابن بريدة، وفيه نظر، ولعل البلاء فيه من معاذ بن
هشام؛ فان له اوهاما، والحديث محفوظ عن هشام بلفظ اخر أشبه من رواية معاذ،
وهو الاتي تخر يجه بعد هذا.
وانظر: "علل ابن أبي حاتم " (2/ 329)، و"الموضوعات " (332)، و "اللآ لي
المصنوعة " (1/ 2 1 1)، و"السلسلة الصحيحة، (186 1).
(3) جزء من حديث أخرجه أ حمد (5/ 347)، وأبو داود (0 392)، والنسائي في
" الكبرى " (1 877)، وغيرهم عن بريدة.
وصححه ابن حبان (5827) 5 وحسنه ابن حجر في "الفتح " (0 1/ 5 1 2).
(4) كما سأل بريدة عن اسمه حين جاءه في سمعين من اهل بيته في طريق هجرته. وفي=
0 8 6

الصفحة 680