كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
وعسى أن يكون فيه حكم أخر تقصر عنها أفهام ا لخلق أو يزدريها
السامع إذا عرضت عليه؛ فإنه لا يعرف موقعها إلا في وقت ا لحاجة، فمن
ذلك أن الدابة ترتطم (1) في الوحل فلا يكون شيء أعون على رفعها من
الاخذ بذنبها.
فصل (2)
ثم تامل مشفر الفيل وما فيه من الحكم الباهرة، فانه يقوم له مقام اليد
في تناول العلف والماء وايرادهما (3) إلى جوفه، ولولا ذلك ما ستطاع أ ن
يتناول شيئا من الاشياء من الارض؛ لانه ليست له عنق يمدها (4) كسائر
الانعام، فلما عدم العنق أحلف عليه مكانه الخرطوم الطويل ليسد مسده،
وجعل قادرا على سدله ورفعه وثنيه والتصرف به كيف شاء، وجعل وعاء
جوف لين الملمس، فهو يتناول به حاجته ويحمله ما أراد إلى جوفه،
ويحبس منه (5) ما يريد، ويكيد به إذا شاء، ويعطي ويتناول إذا أراد.
فسل المعطل: من الذي عوضه و خلف عليه مكان العضو الذي منعه ما
يقوم له مقامه وينوب منابه غير الرووف الرحيم بخلقه، المتكفل
بمصالحهم، اللطيف بهم؟! وكيف يتأتى ذلك مع الإهمال وحلو العالم عن
قيمه وبارئه ومبدعه وفاطره لا إله إلا هو العزيز الحكيم؟!
(1) تتردى. و في (ن): " تربض ". (ح): " تورط ". وا لمثبت من (د، ق، ت، ر، ض).
(2) "الدلالل و لاعتبار" (31 - 32)، "توحيد المفضل " (58 - 59).
(3) (ض): " وازدراد هما ".
(4) (ن، ح): " يمد بها".
(5) (ن، ح): " فيه ".
684