كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

وذكروا أن أصنافها من حيوان البر ذا وردت الماء ينزو بعضها على بعض،
فتنزو المستوحشة على السائمة؛ فتنتج مثل هذا الشخص الذي هو كالملتقط
من أناس شتى (1).
وما أرى هذا القائل إلا كاذبا عليها وعلى الخلقة (2)؛ إذ ليس في
الحيوان صنف يلقح صنفا اخر، فلا ا لجمل يلقح البقر، ولا الثور يلقح
الناقة، ولا الفرس يلقحها ولا يلقحانه، ولا الوحوش يلقح بعضها بعضا، ولا
الطيور، وإنما يقع هذا نادرا فيما يتقارب، كالبقر الوحشي والاهلي،
والضأن (3) والمعز، والفرس وا لحمار، والذئب والضبع؛ فيتولد من ذلك:
البغل، والسمع، والعسبار (4).
وقول الفقهاء: "هل تجب الزكاة في المتولد من الوحشي والاهلي؟ فيه
وجهان " (5)؛ هذا إنما يتصور في واحد أو اثنين أو ثلاية يكمل بها النصاب،
فاما نصاب كله متولا (6) من الوحشي والاهلي فلا وجود لذلك.
(1) انظر: "الحيوان " (1/ 142، 151، 7/ 241 - 243)، و"مروج لذهب" (2/ 111)،
و"وفيات الأعيان " (4/ 0 0 4)، و" عجائب المخلوقات " (48 2)، و" حياة ا لحيوان "
(2/ 481).
(2) وكذب الجاحظ ذلك ايضا.
(3) (د): "والضبع ". وفي الطرة: "لعلها: والضأن ".
(4) السمع: ولد الذئب من الضبع. والعسبار: ولد الضبع من الذئب. والبغل: متولد من
الفرس وا لحمار، وانظر: كتاب "البغال " للجاحظ (2/ 98 2 - رسائله).
(5) انظر: "ا لمغني " (4/ 35).
(6) في الأصول: "كل متولد". وهو تحريف.
686

الصفحة 686