كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

هذا بسط كلامه وتقريره.
و لمقصود إبطال زعم (1) أن هذه ا لحيوانات المختلفة يلقح بعضها
بعضا عند الموارد، فتتكون الزرافة، و نه كاذب عليها وعلى الإبداع.
والذي يدل على كذبه أنه ليس الخارج من بين ما ذكرنا من الفرس
والحمار، والذئب والضبع، والضان والمعز، له عضو من كل و [حد من بيه
وأمه كما يكون للزرافة عضو من الفرس وعضو من ا لجمل، بل يكون
كالمتوسط بينهما الممتزج منهما، كما نشاهده في البغل؛ فانك ترى رأسه
و ذنيه وكفله (2) وحوافره وسطا بين أعضاء أبيه و مه، مشتقة منهما، حتى
تجد شحيجه (3) كالممتزج من صهيل الفرس ونهيق الحمار.
فهذا يدل على أن الزرافة ليست بنتاج اباء مختلفة كما زعم هذا الزاعم،
بل من خلق عجيب وصنع بديع من حلق الله الذي أبدعه اية ودلالة على
قدرته وحكمته التي لا يعجزها شيء؛ ليري عباده أنه خالق أصناف ا لحيوان
كلها كما شاء، وقي ي صورة شاء (4)، وفي أي لون شاء؛ فمنها: المتشابه
الخلقة المتناسب الاعضاء، ومنها: المختلف التركيب والشكل و لصورة.
كما أرى عباده قدرته التامة في خلقه لنوع الإنسان على الاقسام الاربعة
الدالة على أنه مخلوق بقدرته ومشيئته تابع لها:
(1) (ن): " من زعم".
(2) (ض): " وكفله وذنبه،.
(3) الشحيج والشحاج: صوت البغل. "اللسان) " (شحج).
(4) "وفي أي صورة شاء" ليست في (ح، ن).
688

الصفحة 688