كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فذهبت غير بعيد، ثم جاءت معها بجماعة من النمل. قال: فرفعت ذلك الشق
من الارض، فلما وصلت النملة برفقتها إلى مكانه دارت حوله ودرن معها
فلم يجدن شيئا، فرجعن، فوضعته، ثم جاءت فصادفته فزاولته فلم تطق
رفعه من الارض، فذهبت غير بعيد، ثم جاءت بهن، فرفعته، فدرن حول
مكانه فلم يجدن شيئا، فذهبن، فوضعته، فعادت فجاءت بهن، فرفعته، فدرن
حول المكان، فلما لم يجدن شيئا تحلقن حلقة وجعلن تلك النملة في
وسطها ثم تحاملن عليها فقطعنها عضوا عضوا و نا نظر!! (1).
ومن عجيب الفطنة فيها (2): إذا نقلت الحب إلى مساكنها كسرته لئلا
ينبت، فان كان مما ينبت الفلقتان منه كسرته اربعا، فإذا اصابه ندى او بلل
وخافت عليه الفساد اخرجته للشمس ثم ترده إلى بيوتها، ولهذا ترى في
بعض الاحيان حبا كثيرا على ابواب مساكنها مكسرا ثم تعود عن قريب فلا
ترى منه و حدة.
ومن فطنتها: انها لا تتخذ قريتها (3) إلا على نشز من الارض (4)؛ لئلا
لفيض عليها السيل فيغرقها، فلا ترى قرية نمل في بطن واد ولكن في اعلاه
وما ارتفع عن السيل منه.
(1) انظر: "ا لحيوان " (4/ 6، 7). وانظر تعليق ابن تيمية على القصة - وقد حكاها له
المصنف - في "شفاء العليل " (0 4 2).
(2) (ن، ح): "ومن عجيب امرها الفطنة فيها".
(3) (ر): " الزبية "، (ض): أزبيتها". والزبية: الرابية لا يعلوها الماء.
(4) النشز - بإسكان الشين وفتحها -: المتن المرتفع من الارض.
1 9 6

الصفحة 691