كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
ويكفي من فطنتها ما قص الله سبحانه (1) في كتابه من قولها لجماعة
النمل - وقد رأت سليمان عليه الصلاة والسلام وجنوده -: <يهائها الئمل
اذخلوا نختم لاتحطمنكم سلينن وجنو 5 بىهم لايشعرون > [ا لنمل: 8 1].
فتكلمت بعشرة أنواع من الخطاب في هذه النصيحة: النداء، والتنبيه،
والتسمية، وا لامر، والنص، والتحذير، والتخصيص، والتعميم (2)، وا لاعتذار.
فاشتملت نصيحتها مع الاختصار على هذه الانواع العشرة (3).
ولذلاش أعجب سليمان قولها، وتبسم ضاحكا منه، وسأل الله أن يوزعه
شكر نعمته عليه لما سمح كلامها (4).
ولا تستبعد هذه الفطنة من أمة من الامم تسثح بحملم ربها كما في
"الصحيح " (5) عن النبي! يو قال: " نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة، فلدغته
نملة، فامر بجهازه (6) فاخرج، ثم أحرق قرية الثمل، فاوحى الله إليه: من أجل
أن لدغتك نملة أحرقت أمة من ا لأمم تسبح إ، فهلا نملة واحدة؟! ".
(1) (ح، ن): " ما نص الله عز وجل ".
(2) (ت): "والتفهيم " بدل "والتعميم ". وكذا في (ق)، ثم اصلحت في طرتها. (د):
"والتفهم) "، وفي لطرة: "لعله: و 1 لتعميم".
(3) والاختصار عاشر الانواع. و نظر لهذه اللطيفة: "اجتماع ا لجيوش الاسلامية"
(328)، و"شفاء العليل، (237)، و"المدهش " (0 1 2)، و"زاد المسير" (6/ 2 6 1).
(4) (ح): "لما سمع من كلامها".
(5) صحيح البخاري (9 1 0 3)، ومسلم (1 4 2 2) من حديث أ بي هريرة.
(6) أي: متاعه ورحله.
692