كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

دمه؛ فهذا يحكي صيد الاشراك والشباك (1)، والاول يحكي صيد الكلاب
والفهود.
ولا تزدرين العبرة بالشيء الحقير من الذرة والنملة (2) والبعوض
والعنكبوت؛ فان المعنى النفيس يقتبس من الشيء الحقير، والازدراء بذلك
ميراث من الذين استنكرت عقولهم ضرب الله تعا لى في كتابه المثل بالذباب
والعنكبوت والكلب و لحمار؛ فانزل الله تعالى: <إن الله لا لمجستخى- أن
يضرب مثلا ئا بعوضه فمافوقها) [البقرة: 26]، فما أغزر ا لحكم وأكثرها في
هذه الحيوانات التي تزدريها وتحتقرها (3)! وكم من دلالة فيها على الخالق
وحكمته ولطفه ورحمته!
فسل المعطل: من ألهمها هذه الحيل والتلطف في اقتناص صيدها
الذي جعل قوتها؟! (4) ومن جعل هذه الحيل فيها بدل ما سلبها من القوة
والقدرة، فلعناها بما اعطاها (5) من الحيلة عما سلبها من القوة والقدرة
سوى اللطيف الخبير؟!
(1) (ر، ض): "الا شراك وا لحبالل ".
(2) "والنملة" ليست في (ح، ن).
(3) (ت، ح): "وتحقرها".
(4) (ت): "فوقها". (ح، ن): " قوامها).
(5) (ح، ن): "ما اعطاها".
694

الصفحة 694