كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)

فصل <1)
ثم تأمل جسم الطائر وخلقته؛ فانه حين قدر بأن يكون طائرا في ا لجو
خفف جسمه، وأدمج خلقه، واقتصر به من القوائم الاربع على ثنتين، ومن
الاصابع الخمس على أربع، ومن مخرج البول والزبل على واحد يجمعهما
جميعا.
ثم حلق ذا جؤجؤ<2) محدود<3) ليسهل عليه ختراق الهواء كيف توجه
فيه، كما يجعل صدر السفينة بهذه الهيئة ليشق الماء بسرعة وينفذ فيه،
وجعلت في جناحيه وذنبه ريشات طوال متان لينهض بها للطيران، وكسي
جسمه كله الريش ليتداخله الهواء فيحمله.
ولما قدر أن كان<4) طعامه اللحم والحب، يبلعه بلعا بلا مضغ، نقص
من حلق الاسنان، وحلق له منقار صلب يتناول به طعامه، فلا ينسحج<ه) من
لقط الحب ولا ينقصف من نهش اللحم <6).
ولما عدم الاسنان وصار يزدرد الحب صحيحا واللحم غريضا<7)
(1) " الدلائل والاعتبار" (37)، "توحيد المفضل " <67 - 68) 0
(2) وهو الصدر. وقيل: عظامه. وقيل: مجتمع رووس عظامه. " اللسان " (جاجأ).
(3) (ض): " محدد".
(4) (ح، ض، ر): " يكون ". وسقطت من (ن).
(5) اي: يتقشر. " اللسان " (سحح).
(6) (ق): " نهس اللحم ". والنهس: اخذ اللحم بمقدم الاسنان، و لعهش: الاخذ بجميعها.
وقيل فيهما غير ذلك. "اللسان " (نهش، نهس).
(7) (ح، ت، ن): "عريضا". والغريض من اللحم: الطري. " اللسان لا.
5 9 6

الصفحة 695