كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 2)
أعين بفضل حرارة في ا لجوف تطحن الحب وتطبخ اللحم، فاستغتى عن
المضغ.
والذي يدلك على قوة الحرارة التي أعين بها أنك ترى عجم الزبيب
وأمثاله يخرج من بطن الانسان صحيحا، وينطحن (1) في جوف الطائر حتى
لا يرى له أثر.
ثم قتضت الحكمة أن جعل يبيض بيضا ولا يلد ولادة؛ لئلا يثقل
عن (2) الطيران؛ فانه لو كان مما يحمل ويمكث حمله في جوفه حتى
يستحكم ويكمل لاثقله وعاقه عن النهوض والطيران.
وتأمل الحكمة في كون الطائر المرسل السابح (3) في الجو يلهم صبر
نفسه أسبوعا أو أسبوعين باختياره، قاعدا على بيضه، حاضنا له، ويحتمل
مشقة الحبس، ثم إذا خرح فراخه تحمل مشقة الكسب وجمع الحب في
حوصلته، ثم يزقه فراخه (4)، وليس بذي روية ولا فكرة (5) في عاقبة أمره،
ولا يؤمل في فراخه ما يؤمل الانسان في ولده من العون (6) والرفد وبقاء
الذكر.
(1) (ح، ن):"وينطبخ".
(2) (ت):"في ".
(3) (ض): "الساثح ".
(4) زق الطائر الفرخ: أطعمه بفمه. (ر): "فيغذو به فراخه ". وفي (ض): "ثم يقبل عليه
فيزقه الريح؛ لتتسع حوصلته للغذاء، ثم يربيه ويغذيه بما يعيش به ".
(5) (ق): "تفكر". (ت): "يفكر".
(6) (ر، ض): "العز".
696