كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

حكمته سبحانه أن ينزل ادم وذريته دارا يظهر عليهم فيها أثر أسمائه ا لحسنى،
يغفر فيها لمن يشاء، ويرحم من يشاء، ويخفض من يشاء، ويرفع من يشاء،
ويعز من يشاء، ويذل من يشاء، وينتقم ممن يشاء، ويعطي ويمنع، ويقبض
ويبسط، إلى غير ذلك من ظهور أثر أسمائه وصفاته.
كأ وأيضا؛ فانه سبحانه الملك ا لحق المبين، والملك هو الذي يامر
وينهى، ويثيب ويعاقب، ويهين ويكرم، ويعز ويذل، فاقتصد ملكه سبحانه أ ن
أنزل ادم وذريته دارا تجري عليهم فيها أحكام الملك، ثم ينقلهم إلى دار يتم
عليهم فيها ذلك.
ة وأيضا؛ فانه سبحانه أنزلهم إلى دار يكون إيمانهم فيها بالغيب،
والايمان بالغيب هو الايمان النافع (1)، و ما الايمان بالشهادة فكل أحد يؤمن
يوم القيامة، يوم لا ينفع نفسا إلا إيمانها في الدنيا؛ فلو حلقوا في دار النعيم
لم ينالوا درجة الايمان بالغيب، واللذة والكرامة ا لحاصلة بذلك لا تحصل
بدونه، بل كان الحاصل لهم في دار النعيم لذة وكرامة غير هذه.
كث! وأيضا؛ فان الله سبحانه خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الارض،
و لارض فيها الطيب وا لخبيث، والسهل والحزن، والكريم واللئيم؛ فعلم
من كلام بعض السلف. وذهب بعضهم إلى صحة رفعه.
__________
انظر: " صحيح ابن حبان " (8 0 8)، و" مستدرك ا لحاكم " (1/ 6 1)، و"الاسماء
والصفات " للبيهقي (1/ 33)، وجزء أ بي نعيم الأصبها ني في طرق هذا لحديث،
و" مجموع الفتاوى " (6/ 379، 8/ 96، 22/ 482)، و"تفسير ابن كثير" (4/ 17 5 1)،
و" فتح الباري " (1 1/ 5 1 2)، و"الاما لي المطلقة " (227 - 5 4 2).
كما ورد الاسم في حديث آخر اخرجه الطبرا ني في " الاوسط " (7475)، ولا يصح.
(1) " والايمان بالغيب " ساقط من (ح، ن).

الصفحة 7