كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
قالوا: فهذا صريح في أن آدم لم يكن مخلوقا في دار الخلد النبي لا
يموت من دخلها، وانما خلق في دار الفناء التي جعل الله لها ولاهلها أجلا
معلوما، وفيها أسكن.
فان قيل: فإذا كان آدم قد علم أن له عمرا ينتهي إليه، وأنه ليس من
الخالدين، فكيف لم يكذب إبليس ويعلم بطلان قوله حيث قال له: <هل
أدلك على شجرو الحلد ومفك لا يتلى >، بل جوز ذلك وأكل من الشجرة طمعا
في الخلد؟!
فالجواب (1) ما تقدم من الوجهين: إما ن يكون المراد بالخلد المكث
الطويل، لا ابد الابد (2)، أو يكون عدوه إبليس لما قاسمه وزوجه وغر هما
و طمعهما بدو 1 مهما في الجنة نسي ما قدر له من عمره.
قالوا: و لمعول عليه في ذلك قوله تعالى للملائكة:! اني صاعل فى
الأرنن خلينه >، وهذا الخليفة هو آدم باتفاق الناس، ولما عجبت الملائكة
من ذلك وقالوا: <أتخعاس فيها من يقسد فيها ولمجئسنل ألدماء ونحن دذسبح
بحمدك ونسذس لك > عرفهم سبحانه أن هذا الخليفة الذي هو جاعله في
الارسن ليس حاله كما توهمتم من الفساد، بل أعلمه من علمي ما لا
تعلمونه، فأناهر فضله وشرفه بأن علمه الاسماء كلها، ثم عرضهم على
ابي هريرة رضي الله عنه.
وصححه الترمذي، وا لحاكم (2/ 5 32) ولم يتعقبه الذهبي.
(1) (ت): " فالمختار) ".
(2) (ح): "الاباد".
71