كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الملائكة، فلم يعرفوها وقالوا: <سبحئك لا علم فآ إلا ما عئمتنآ انك انت
ا لعلم ألحكيم >.
وهذا يدل على أن هذا الخليفة الذي سبق به إخبار الرب تعا لى
لملائكته، و ظهر تعا لى فضله وشرفه وعلمه بما لم تعلمه الملائكة، هو
حليفة مجعول في الأرض لا فوق السماء.
فان قيل: قوله تعالى:! اني جاعل فى ألأرض ظيفة) إنما هو بمعنى:
سأجعله في الارض، فهي ماله ومصيره. وهذا لا ينافي أن يكون في جنة
الخلد فوق السماء أولا، ثم يصير إلى الارض للخلافة التي جعلها الله له.
واسم الفاعل هنا بمعنى الاستقبال، ولهذا آنتصب عنه المفعول.
فالجواب: ان الله سبحانه أعلم ملائكته بانه يخلقه لخلافة الارض، لا
لسكنى جنة الخلود، وخبره الصدق، وقوله الحق، وقد علمت الملائكة أنه هو
ادم، فلو كان قد اسكنه دار الخلود فوق السماء لم يظهر للملائكة وقوع
المخبر، ولم يحتاجوا إلى ان يبين لهم فضله وشرفه وعلمه المتضمن ر د
قولهم: <أتخعل فيها من بمد فيها ولمجمئفك ألدماء)؛ فانهم إنما سألوا هذا
السؤال في حق الخليفة المجعول في الارض، فاما من هو في دار الخلد فوق
السماء فلم تتوهم الملائكة منه سفك الدماء والفساد في الارض، ولا كان
إظهار فضله وشرفه وعلمه (1) - وهو فوق السماء - برا 3 لقولهم وجوائا
لسؤالهم، بل الذي يحصل به جوابهم وضد ما توهموه إظهار تلك الفضائل
(1) في (ح، ن) هنا زيادة: "ظاهر في أنه في أول الامر جعله خليفة في الارض ". وستا تي
في موضعها الصحيح بعد قليل.
72

الصفحة 72