كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والعلوم منه وهو قي محل خلافته التي خلق لها وتوهمت الملائكة أنه لا
يحصل منه هناك إلا ضدها من الفساد وسفك الدماء. وهذا واضح لمن تأمله.
و ما اسم الفاعل وهو <جاعل > وإن كان بمعنى الاستقبال، فلأن هذا
إخبار عما سيفعله الرب تعالى في المستقبل من جعله الخليفة في الارض،
ودد صدق وعده، ووقع ما خبر به، وهذا ظاهر في أنه من أول الامر
" (1)
جعله خليفة في الارض.
و ما جعله في السماء أولا ثم جعله خليفة في الارض ثانيا، وإن كان مما
لا ينا قي الاستخلاف المذكور، فهو مما لا يقتضيه اللفظ بوجه، بل يقتضي
ظاهره خلافه، فلا يصار إليه إلا بدليل يوجب ا لمصير إليه؛ وحوله ندندن.
قالوا: و يضا؛ فمن المعلوم الذي لا يخالف فيه مسلم أن الله سبحانه
خلق ادم من تراب، وهو تراب هذه الارض بلا ريب.
كما روى الترمذي في "جامعه " (2) من حديث عوف، عن قسامة بن
زهير، عن أ بي موسى الاشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله! ص: "إرب
الله تبارك وتعالى خلق ادم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو ادم
على قدر الأرض، فجاء منهم الأ حمر، والأبيض، والأسود، وبين ذلك،
والسهل والحزن، وا لخبيث والطيب ". قال الترمذي: "هذا حديث حسن
صحيح ". وقد رواه الامام أ حمد في "مسنده " من طرق عدة.
(1) (ح، ن):"وبه ".
(2) (5 5 9 2)، وأبو دا ود (3 9 6 4)، وا حمد (4/ 0 0 4)، وغيرهم.
وصححه ابن حمان (0 616، 6181)، وا لحاكم (2/ 261 - 262) ولم يتعقبه
الذهبي.
73