كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

السموات؟ هذا مما لا دليل لكم عليه اصلا، ولا هو لازم من لوازم ما خبر
الله به.
قالوا: ومن المعلوم أن ما فوق السموات ليس بمكان للطين الارضي،
المتغير الرائحة، الذي قد نتن من تغيره، وإنما محل هذا الارض التي هي
محل المتغيرات و لفاسدات (1)، و ما ما كان فوق الافلاك فلا يلحقه تغير
ولا نتن، ولا فساد ولا ستحالة.
قالوا: وهذا أمر لا يرتاب فيه العقلاء.
قالوا: وقد قال تعالى: <و ما الذين سعدوا فمى اتجنة خلديئ فها ما امت
ألسموات والازض إلا ما شاه رئك علا غئر ثحذوز > [هود: 08 1]، فاخبر سبحاف
أن هذا العطاء في جنة الخلد غير مقطوع، وما أعطيه آدم فقد نقطع؛ فلم
تكن تلك جنة الخلد.
قالوا: وأيضا؛ فلا نزاع في أن الله تعا لى حلق ادم في الارض كما تقدم،
ولم يذكر في قصته أنه نقله إلى السماء، ولو كان تعا لى قد نقله إلى السماء
لكان هذا أولى بالذكر؛ لانه من أعظم أنواع النعم عليه، و كبر (2) أسباب
تفضيله وتشريفه، وأبلغ في بيان ايات قدرته وربوبيته وحكمته، وأبلغ في
بيان المقصود من عاقبة المعصية، وهو الاهباط من السماء التي نقل إليها،
كما ذكر ذلك في حق إبليس.
فحيث لم يجئ في القران ولا في السنة حرف! واحد انه نقله إلى السماء
(1) (ت) " وا لفسادا ت ".
(2) (ح، ن): " و اكثر ".
75

الصفحة 75