كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ورفعه إليها بعد حلقه في الارض، علم أن الجنة التي أدخلها لم تكن هي
جنة الخلد التي فوق السماوات.
قالوا: و يضا؛ فانه سبحانه أخبر في كتابه أنه لم يخلق عباده عبثا ولا
سلمى، وأنكر على من زعم ذلك؛ فدل على أن هذا مناف للحكمة (1)، ولو
كانت جنة ادم هي جنة الخلد لكانوا فد حلقوا في دار لا يؤمرون فيها ولا
ينهون، وهذ ا با طل بقوله: <اثحس! ا لالنشن ان ينزك سذى > [ا لقيا مة: 6 3]، قال
الشافعي وغيره: معطلا لا يؤمر ولا ينهى (2)، وقال: < أفحستتزائما
ظقناكئم عبثا > [المؤمنون: 15 1]، فهو تعالى لم يخلقهم عبثا، ولا تركهم
سلمى، وجنة الخلد لا تكليف فيها.
قالوا: وأيضا؛ فانه خلقها جزاء للعاملين، بقوله تعالى: <نعم أتجر
الفملين > [لععكبرت: 58]، وجزاء للمتقين، بقوله: <ولنعم دار المتقين)
[النحل: 30]، ودار الثواب، بقوله: <ثوابا من عند الله) [ال عمران: 195]، فلم
يكن ليسكنها إلا من خلقها لهم من العاملين، ومن المتقين، ومن تبعهم من
ذريا تهم، وغيرهم من الحور والولدان.
وبا لجملة؛ فحكمته تعالى قتضت أنها لا تنال إلا بعد الابتلاء
والامتحان، والصبر وا لجهاد، و نواع الطاعات، وإذا كان هذا مقتضى حكمته
فانه سبحانه لا يفعل إلا ما هو مطابق لها.
(1) (ح، ن):"لحكمته ".
(2) انظر: "الرسالة " (5 2)، و" إبطال الاستحسان " (9/ 68 - الام)، و" تفسير الطبري "
(4 2/ 83).
76

الصفحة 76