كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

بخلاف إهباط إبليس، فانه ذكر مبدا هبوطه وهو الجنة، والهبوط يكون من
علو إلى سفل، وبنو إسرائيل كانوا بجبال الشراة (1) المشرفة على المصر
(1) (د، ق، ت): "السراة دا بالمهملة. و" السراة ": جبال متصلة من اقمى اليمن إلى الشام، كما
يقول الهمدا ني في "صفة جزيرة العرب " (9 9). وانظر: "الروض المعطار" (1 82)،
و" معجم البلدان " (3/ 5 0 2). والمراد هنا اطرافها من جهة الشام، حيث كان بنو
إسرائيل. قال المقريزي: "وقد ذكر ان موسى عليه السلام سار ببني إسرائيل بعد موت
اخيه هارون إلى ارض اولاد العيص، وهي لتي تعرف بجبال الشراة (في المطبوعة
بالمهملة) جنب بلد الشوبك ". و لشوبك تقع جنوب الأردن، شمال غرب معان. انظر:
" ا لمواعظ والاعتبار" (1/ 86 1)، و" جمهرة انساب العرب " لابن حزم (1 1 5).
وقد اصطلح على جعل ما كان من جبال لسراة في جنوب ا لجزيرة بالمهملة، وما
كان في شمالها بالمعجمة، وتذكر مو ضع منها في بعض المصادر في مواد مختلفة
بالمعجمة وبالمهملة، لتقارب ما بين الحرفين، وكلها اجزاء من تلك ا لجبال
الممتدة، وذكرها من صنف فيما اتفق لفظه وافترق مسماه من الاماكن، كا لحازمي
وغير ه.
وهاهنا مذهب اخر غريب لمنزع في موضع سكنى بني إسرائيل، آفترعه الدكتور
كمال صليبي (وهو مؤرخ ماروني) بكتابه " التوراة جاءت من جزيرة العرب " الذي
احدث صخبا كبيز في الأوساط العلمية (ولم تقبل الكثير من دور النشر الأجنبية
إصدار الأصل الالما ني منه او تر جمته الانجليزية)، ذهب فيه إلى ان البيئة التاريخية
للتوراة واحداثها لم تكن في فلسطين، بل في غرب ا لجزيرة العربية بمحاذاة البحر
الاحمر، في بلاد لسراة بين الطائف ومشارف اليمن، واعتمد على المقابلة اللغوية
بين اسماء الاماكن المضبوطة في التوراة با لحرف العبري واسماء اماكن تاريخية ا و
حالية في جنوب الحجاز او بلاد عسير. وتابعه زياد منى في كتابه "جغرافية التوراة ".
ورد عليه علامة ا لجزيرة حمد ا لجاسر وغيره. و نظر: مذكرات كمال صليبي "طائر
على سنديانة "، و" مجلة مجمع اللغة العربية " بالقاهرة (العدد: 99).
وتحرفت العبارة في " الفتاوى " إ لى: " حيال السراة ".
79

الصفحة 79