كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

سبحانه أن في ظهره من لا يصلح لمساكنته في داره، فأنزله إلى دار استخرج
فيها الطيب والخبيث من صلبه، ثم ميزهم سبحانه بدارين؛ فجعل الطيبين
أهل جواره ومساكنته في داره، وجعل الخبيثين أهل دار الشقاء دار الخبثاء.
قال تعالى: < ليميز الله ادغب! ث مر الظتب وتحعل اخبث بعضه - على
بعنهررفيريه- جميعا فيخعلا فى جهغ وبلحث هم ااحروت)
[الانفال: 37].
فلما علم سبحانه أن في ذريته من ليس بأهل (1) لمجاورته، أنزلهم دارا
ستخرج منها أولئك وأ لحقهم بالدار التي هم لها أهل؛ حكمة بالغة، ومشيئة
نافذة، ذلك تقدير العزيز العليم.
* وأيضا؛ فانه سبحانه لما قال للملائكة:! اني جاعل فى ألأرض ظيفة
قالوا أتخعل فيها من يفسد فيها ولمجمثفك ألدماء ونحن نسبح بحمدك
ونقدس لك)، أجابهم بقوله:! افئ أعلم ما لا ئعلمون) [البقرة: 30].
ثم أظهر سبحانه علمه لعباده ولملائكته، بما جعله في الارض من خواص
خلقه ورسله وأنبيائه و وليائه، ومن يتقرب إليه ويبذل نفسه في محبته ومرضاته
مع مجاهدة شهوته وهواه، فيترك محبوباته تقربا إلي (2)، ويترك شهواته ابتغاء
مرضاتي، ويبذل دمه ونفسه في محبتي، و خصه بعلم لا تعلمونه، يسبح
بحمدي آناء الليل وأطراف النهار، ويعبد ني مع معارضات (3) الهوى والشهوة
__________
(1) (ح):"اهلا".
(2) كذا في الاصول. وهو التفات.
(3) (ت): "معارضة ".

الصفحة 8