كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
من الجنة من النكد والمشقة، فلو كانت بستانا في الارض لكان غيره من
بساتين الارض يعوض عنه، وموسى أعظم قدرا من أن يلومه على أن أخرج
نفسه وذريته من بستان في الارض ".
قالوا: " وكذلك قول ادم يوم القيامة لما يرغب إليه الناس أن يستفتح
لهم باب ا لجنة، فيقول: " وهل أخرجكم منها الا خطيئة أبيكم؟ "؛ فإن ظهور
هذا في كونها جنة الخلد، و نه عتذر لهم بأنه لا يحسن منه أن يستفتحها
وقد أخرج منها بخطيئته، من اظهر الادلة ".
قال الأولون: أما قولكم: "إن من قال: إنها جنة في الارض، فهو من
المتفلسفة وا لملحدين وا لمعتزلة، أو من إخوانهم "، فقد أوجدناكم (1) من
قال بهذا، ولمس من أحد من هؤلاء.
ومشاركة أهل الباطل للمحق في المسألة لا يدل على بطلانها، ولا
تكون إضافتها لهم (2) موجبة لبطلانها ما لم يختص بها (3).
فإن أردتم أنه لم يقل بذلك إلا هؤلاء، فليس كذلك، وا ن أردتم أ ن
هولاء من جملة القائلين بهذا، لم لفدكم شيئا.
قالوا: و ما قولكم: "وسلف الأمة و ئمتها متفقون على بطلان هذا
القول "، فنحن نطالبكم بنقل صحيج عن واحد من الصحابة ومن بعدهم من
أئمة السلف، فصلا عن اتفاقهم.
(1) (ت): " ا خبر نا كم ".
(2) (ق، ت): "! ليهم ".
(3) اي: أهل الباطل.
81