كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والنفس والعدو، إذ تعبدونني أنتم من غير معارض يعارضكم، ولا شهوة
تعتريكم، ولا عدو أسلطه (1) عليكم، بل عبادتكم لي بمنزلة النفس لاحدهم.
* وأيضا؛ فا ني أريد أن أظهر ما خفي عليكم من شأن عدوي و محاربته
لي، وتكبره عن امري، وسعيه في خلاف مرضا تي.
وهذا وهذا كانا كامنين مستترين في أ بي البشر و بي ا لجن، فأنزلهم إ لى
دار ظهر فيها (2) ما كان الله سبحانه منفردا بعلمه لا يعلمه سواه، وظهرت
حكمته وتم أمره، وبدا للملائكة من علمه ما لم يكونوا يعلمون.
ول وأيضا؛ فانه سبحانه لما كان يحب الصابرين، ويحب المحسنين،
ويحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص، ويحمف
التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب الشاكرين، وكانت محبته أعلى أنواع
الكرامات = قتضت حكمته أن أسكن ادم وبنيه دارا يأتون فيها بهذه الصفات
التي ينالون بها أعلى الكرامات من محبته؛ فكان إنزالهم إلى الارض من
اعظم النعم عليهم، والله يختص برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
* وأيضا؛ فانه سبحانه أراد ان يتخذ من ادم ذرية يواليهم ويودهم4
ويحبهم ويحبونه؛ فمحبتهم له هي غاية كمالهم ونهاية شرفهم، ولم تكن
لتتحقق (3) هذه المرتبة السنية إلا بموافقة رضاه واتباع أمره، وترك إرادات
النفس وشهواتها التي يكرهها محبوبهم؛ فأنزلهم دارا أمرهم فيها ونهاهم؛
فقاموا بأمره ونهيه؛ فنالوا درجة محبتهم له؛ فأنالهم درجة حبه إياهم، لا وهذا
(1) (ن):"سلطته ".
(2) (ق): " فانزلهم دارا اظهر فيها"ه
(3) (ق): " ولم يمكن تحقيق ".