كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الشرط - على رأي اخر -. وعلى التقديرين، قجواب الشرط جملة إنشائية.
والمقصود أن جواب الشرط في الاية المذكورة جملة شرطية، وهي
قوله تعا لى: <فمن تبع هداي فلا خوئ علهم ولا هم يحزنون >، وهذا الشرط
يقتضي ارتباط الجملة الاولى بالثانية رتباط العلة بالمعلول، والسبب
بالمسبب، فيكون الشرط الذي هو ملزوم علة ومقتضيا للجزاء الذي هو
لازم.
فان كان بينهما تلازم من الطرفين كان وجود كل منهما بدون وجود
الاخر (1) ممتنعا، كدخول الجنة بالاسلام، وارتفاع الخوف وا لحزن
والصلال والشقاء مع متابعة الهدى.
وهذه عامة (2) شروط القران و لسنة؟ فانها أسباب وعلل، وا لحكم
ينتفي بانتفاء علته.
وإن كان التلازم بينهما من أحد الطرفين كان الشرط ملزوما خاصا
والجزاء لازما عاما، فمتى تحقق الشرط الملزوم الخاص تحقق ا لجزاء
اللازم العام، ولا يلزم العكس، كما يقال: إن كان هذا إنسانا فهو حيوان، وان
كان البيع صحيحا فالملك ثابت.
وهذا غالب ما يأتي في قياس الدلالة (3)، حيث يكون الشرط دليلا على
(1) (ت، ن، ق): " بدون دخول الآخر". (ح): " بدون الاخر".
(2) (ت): "هي غاية ".
(3) وهو احد اقسام القياس الثلاثة باعتبار العلة. والمراد به: ما كان ا لجامع فيه بين الفرع
و لاصل هو لازم العلة، أو اثرها، او حكمها. انظر: " اللمع " (288).
90

الصفحة 90