كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والمقصود أن الله سبحانه جعل اتباع هداه وعهده الذي عهده إلى ادم
سببا ومقتضيا لعدم الخوف وا لحزن، والصلال و 1 لشقاء، وهذا ا لجزاء ثابت
بثبوت الشرط، منتف بانتفائه، كما تقدم بيانه.
ونفي الخوف والحزن عن متبع الهدى نفي لجميع أنواع الشرور؛ فإن
المكروه الذي ينزل بالعبد متى علم بحصوله فهو خائف منه أن يقع به، وإذا
وقع به فهو حزين على ما صابه منه، فهو دائما في خوف وحزن، فكل (1)
خائف حزين، وكل حزين خائف، وكل من الخوف وا لحزن يكون على
فوت (2) المحبوب وحصول المكروه.
فالأقسام أربعة: خوف من فوت المحبوب وحصول المكروه، وحزن
على فوت المحبوب وحصول المكروه (3)، وهذا جماع الشر كله.
فنفى الله سبحانه ذلك عن متبع هداه الذي نزله على ألسنة رسله، و تى
في نفي الخوف بالاسم الدال على نفي الثبوت واللزوم (4)، فإن أهل ا لجنة
لا بد لهم من الخوف في الدنيا، وفي البرزخ، ويوم القيامة حيث يقول ادم
وغيره من الانبياء: "نفسي، نفسي "؛ فاخبر سبحانه أنهم وإن خافوا فلا خوف
عليهم، ي: لا يلحقهم الخوف الذي خافوا منه.
و تى في نفي الحزن بالفعل المضارع الدال على نفي التجدد
*1) *ت، ق):"وكل ".
* 2) في الاصول: " فعل لا. وهو تحريف. وسيأتي على الصواب.
*3) قوله: "وحزن على فوت المحبوب وحصول المكروه " من (ت).
* 4) في قوله عز شانه: < فلا خوف عليثهخ) [البقرة: 38].
92