كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الاية أنه لا يضل في الدنيا ولا يشقى فيها، ولا يضل في الاخرة ولا يشقى
فيها؛ فان المراتب أربعة: هدى وسعادة (1) في الدنيا، وهدى وسعادة (2) في
ا لاخرة.
لكن بن عباس رضي الله عتهما ذكر في كل دار (3) أظهر مرتبتيها؛ فذكر
الصلال. في الدنيا إذ هو أظهر لنا وأقرب من ذكر الصلال في الاخرة، وذ!
الشقاء في الاخرة إذ هو أظهر عند الناس من الصلال فيها، بل كئير من الناس
لا يحصل في ذهنه حقيقة الصلال في الاخرة. وأيضا؛ فضلال الدنيا أص!
ضلال الاخرة، وشقاء الاخرة مستلزم للصلال فيها.
فنبه بكل مرتية على الاخرى؛ فنبه بنفي ضلال الدنيا على نفي ضلال
الاخرة؛ فان العبد يموت على ما عاش عليه، ويبعث على ما مات عليه؛ قال
الله تعا لى في الاية الاخرى: < ومق أغرض عن ذئحري فان له- معيشة ضن!
ونخمؤ - لؤم فيمة اغمى! قال رب لوحشرتبئ اغمى و! ديهنت بصح!!! قال
كذ لك أ نتك ء ايختنا فنسينها وكذ لك ا تيؤم ننسى > [طه: 4 2 1 - 6 2 1].
و! ال في الاية الاخرى: < ومنكات فى هذ ت أعمى نهو فى لأخرة عمئ
وأضل سبيلا> [الاسراء: 72]، فأخبر أن من كان في هذه الدار ضالا فهو في
الاخرة أضل.
(1) (ح، ن): "وشقاوة ". و في طرة (د): " لعله: وضلال ".
(2) (ق، د، ح، ن): "وشقاوة ". والمثبت في الموضعين هو الأشبه بالسياق، ومقابل
ا لهدى: الصلال، ومقابل السعادة: الشقاء.
(3) (ح، ن): "من كل دار".
94

الصفحة 94