كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

عليه لجالدونا عليه بالسيوف ".
ويقول الاخر (1): "إنه لتمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا".
وقال بعض العارفين (2): "إنه لتمر بي أوقات، أقول فيها: إن كان أهل
الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيثر طيب" (3).
ومن تأمل قول النبي ع! م لما نهاهم عن الوصال، فقالوا: إنك تواصل
فقال: " إ ني لست كهيئتكم، ا ني اظل عند ربي يطعمني ويسقيني) " (4)؟ علم
أن هذا طعام الارواح وشرابها، وما يفيض عليها من أنواع البهجة و للذة
والسرور والنعيم الذي رسول الله! ك! ي! في الذروة العليا منه، وغيره إذا تعلق
بغباره رأى ملك الدنيا ونعيمها بالنسبة إليه هباء منثورا، بل باطلا وغرورا.
وغلط من قال: إنه كان يأكل ويشرب طعاما وشرابا يغتذي به بدنه؛
لوجوه (5):
أحدها: أنه قال: "أظل عند ربي بطعمني ويسقيني) "، ولو كان أكلا وشربا
لم يكن وصالا ولا صوما.
(1) هو ابو سليمان الدارا ني. في "البداية والنهاية " (4 1/ 2 5 1). وانظر: " تاريخ دمشق"
(34/ 47 1).
(2) هو أبو سليمان الدارا ني. نسبه إليه ابن كثير في الموضع السابق.
(3) وفي (ح): " إنهم لفي النعيم ". وفي (ن): "لفي انعم عيش ".
(4) اخرجه البخاري (965 1)، ومسلم (03 1 1) من حديث أ بي هريرة.
(5) انظر: " جامع المسائل " (1/ 2 2 1)، و"مدارج السالكين " (3/ 88)، و"زاد المعاد"
(2/ 32، 4/ 4 9)، و" ايمان القران " (579)، ودا الداء والدواء" (0 6 4)، وا شرح مسلم"
للنووي (4/ 0 2 2)، و"فتح الباري " (4/ 7 0 2)، و"لطالف المعارف " (4 4 3).
97

الصفحة 97