كتاب مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
التا ني: ان النبي ع! أخبرهم أنهم ليسوا كهيئته في الوصال، فإنهم إذا
واصلوا تضزروا بذلك، و ما هو ع! ي! فانه إذا واصل لا يتضرر بالوصال. فلو
كان يأكل ويشرب لكان ا لجواب: "و نا يضا لا أواصل، بل اكل و شرب كما
تأكلون وتشربون "، فلما قررهم على قولهم: إنك تو صل، ولم ينكره عليهم،
دل على أنه كان مواصلا، و نه لم يكن ياكل اكلا وشربا يفطر الصائم.
التالث: انه لو كان اكلا وشربا يفطر الصائم لم يصح ا لجواب بالفارق
بينهم وبينه، فإنه حينئذ يكون! يبم هو وهم مشتركون (1) في عدم الوصال،
فكيف يصح الجواب بقوله: "لست كهيئتكم "؟!
وهذا أمر يعلمه غالب الناس، أن القلب متى حصل له ما يفرحه ويسره
من نيل مطلوبه، ووصال حبيبه، أو ما يغمه ويسوؤه ويحزنه، شغل عن
الطعام والشراب، حتى إن كثيرا من العشاق تمر به الايام لا يأكل شيئا، ولا
تطلب نفسه اكلا.
وقد أفصح القائل في هذا المعنى:
لها أحاديث من ذكراك تشغلها عن الشراب وتلهيها عن الزاد
لها بوجهك نور تستضيء به ومن حديثك في أعقابها حادي
إذا شتكت من كلال السير اوعدها روج لقدوم فتحيا عند ميعاد (2)
(1) كذا في الاصول، بالرفع. وا لجادة النصب.
(2) الاول والثا ني: لادرش! بن ابي حفصة، يذكر إبلا، في "ديوان المعا ني " (1/ 1 9 1)،
و" الانوار" (1/ 0 0 4)، و"ا لحماسة البصرية " (1/ 57 1)، و" زهر الاداب " (1/ 7 0 5).
والثالث: انشده الغزا لي في "رسالة الطير) " (72 - مقالات فلسفية نشرها لويس شيخو"،
و نشده إسماعيل بن إبراهيم المعري في " ذيل مراة الزمان " لليونيني (3/ 43).
98