كتاب تنبيه الإخوان على الأخطاء في مسألة خلق القرآن

نعيم بن حماد كان من أهل مرو وطلب الحديث طلباً كثيراً بالعراق والحجاز ثم نزل مصر فلم يزل بها حتى أشخص منها في خلافة أبي إسحاق بن هارون فسئل عن القرآن فأبى أن يجيب فيه بشيء مما أرادوه عليه فحبس بسامراء فلم يزل محبوساً بها حتى مات في السجن في سنة ثمان وعشرين ومائتين.
وروى أيضاً عن أبي سعيد بن يونس نحو ما رواه عن محمد بن سعد. وروى أيضاً عن إبراهيم بن محمد بن عرفة قال: سنة تسع وعشرين ومائتين فيها مات نعيم بن حماد وكان مقيداً محبوساً لامتناعه من القول بخلق القرآن فجر بأقياده فألقي في حفرة ولم يكفن ولم يصل عليه فعل ذلك به صاحب ابن أبي دؤاد.
فأما ما ذكره مسلمة بن قاسم عن نعيم بن حماد أنه كان له مذهب سوء في القرآن إلى آخر كلامه الذي تقدم ذكره فعلى تقدير صحة ذلك وثبوته عن نعيم فهو محمول على أن ذلك كان منه في أول الأمر ثم

الصفحة 54