كتاب تاريخ الإسلام ت بشار (اسم الجزء: 11)

300 - المبارك بْن الحُسَيْن بْن أحمد الغسّال، أبو الخير البغدادي، الشافعي، المقرئ، الأديب. [المتوفى: 510 هـ]
كَانَ صالحًا، ثقة، متميّزًا، قرأ القرآن عَلَى: أبي القاسم ابن الغُوريّ، وأبي بَكْر مُحَمَّد بْن عليّ الخيّاط، وأبي عليّ الحَسَن بْن غالب المقرئ، وأبي بَكْر بن الأُطْرُوش، وأبي بَكْر اللّحْيانيّ. ورحل إلى واسط في طلب القراءات، فقرأ عَلَى أَبِي عليّ غلام الهرّاس، وتصدّر للإقراء، وقصده الطَّلَبَة، وكان حافظًا، مجودًا، يتكلّم عَلَى معاني القرآن.
وسمع الحديث مِن: أَبِي محمد الخلّال، وأبي جعفر ابن المسلمة، وأبي يعلى ابن الفرّاء. روى عَنْهُ: أبو طاهر محمد بْن محمد السّنْجيّ، وعليّ بْن أحمد المحموديّ، وسعد الله بْن محمد. وآخر مِن روى عَنْهُ: عَبْد المنعم بْن كُلَيب، وقد أجاز لابن السمعاني.
وكان مولده قبل الثلاثين وأربعمائة، وتوفي في غُرّة جُمَادَى الأولى.
والغَسّال بغين معجمة.
وممن قرأ عليه سبط الخياط.
قال ابن ناصر: كان ضعيفا في الرواية لينا، ثم ذكر أشياء استدل بها، فيها تعنت من ابن ناصر كعادته.
301 - المبارك بن محمد بْن عليّ، أبو الفَضْلُ الهمذاني. [المتوفى: 510 هـ]
سمع: أبا يعلى ابن الفرّاء، وابن المسلمة. وأجاز لَهُ أبو محمد الجوهريّ. روى عَنْهُ: أبو المُعَمَّر الأنصاريّ، وغيره.
تُوُفّي في ربيع الآخر.
302 - محفوظ بْن أحمد بن الحسن بن الحسن، الإمام، أبو الخطّاب الكَلْوذانيّ، الأَزَجيّ، [المتوفى: 510 هـ]
شيخ الحنابلة.
كَانَ مُفْتيا، صالحًا، ورِعًا، دينًا، وافر العقل، خبيرًا بالمذهب، مصنَّفا فيه، حسن العِشْرة والمجالسة. لَهُ شِعْر رائق، صنَّف كتاب الهداية المشهور في المذهب، ورؤوس المسائل، وتفقَّه عَلَى أَبِي يَعْلَى.
وَسَمِعَ: أبا محمد الجوهريّ، وأبا طَالِب العُشَاريّ، وأبا عليّ محمد بْن الحُسَيْن الجازريّ. حدَّث عَنْهُ بكتاب الجليس والأنيس للمعافَى.
رَوَى عَنْهُ: -[141]- أبو المُعَمَّر الأنصاريّ، والمبارك بْن خُضَيْر، وأبو الكرم ابن الغسال، وتفقَّه عَليْهِ أئمّة.
وكان مولده في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة.
ولأبي الخطّاب قصيدة في العقيدة يَقُولُ فيها:
قَالُوا: أَتَزْعُم أنّ عَلَى العرش استوى ... قلت: الصّواب كذاك خُبّر سيّدي
قَالُوا: فما معنى استواهُ أَبنْ لنا ... فأجبتُهُم: هذا سؤال المعتدي
قال السمعاني: أنشدنا دلف بن عبد الله ابن التّبّان بسَمَرْقَنْد في فتوى جاءت إلى أَبِي الخطّاب:
قلَّ للإمام أبي الخطّاب مسألةً ... جاءت إليك، وما إلّا سواك لها:
ماذا عَلَى رجلٍ رام الصّلاة، فإذ ... لاحت لناظِرِهِ ذاتُ الْجَمال لَهَا؟
فكتب في الحال:
قُلْ للأديب الَّذِي وافَى بمسألةٍ: ... سَرَّتْ فؤادي لمّا أنْ أصخت لها
إن الذي فتنته عَنْ عِبادته ... خريدةٌ ذاتُ حُسْنٍ فانْثَنَى وَلها
إنْ تاب، ثمّ قضى عَنْهُ عبادته ... فرحمةُ الله تَغْشَى مِن عصى ولها
تُوُفّي في الثالث والعشرين من جمادى الآخرة.

الصفحة 140